Admin المـديـر العـــام
عدد المساهمات : 799 نقاط : 1508 السٌّمعَة : 53 تاريخ الميلاد : 22/12/1994 تاريخ التسجيل : 11/10/2010 العمر : 29 المزاج : ماشي الحال
| موضوع: مفسدات القلب الخمسة ... 1/5 الإثنين يناير 03, 2011 2:26 am | |
| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته مفسدات القلب الخمسة قال ابن القيم رحمه الله تعالى : وأما مفسدات القلب الخمسة ، فهي التي أشار إليها من كثرة الخلطة ، والتمني ، والتعلق بغير الله ، والشبع ، والمنام . فهذه الخمسة من أكبر مفسدات القلب .المفســــــد الأول / كثرة المخالطة : فأما ما تؤثره كثرة الخلطة : فامتلاء القلب من دخان أنفاس بني آدم حتى يسود ويوجب له تشتتاً وتفرقاً وهماً وغماً وضعفاً وحملاً لما يعجز عن حمله من مؤنة قرناء السوء وإضاعة مصالحه والاشتغال عنها بهم وبأمورهم وتقسيم فكره في أودية مطالبهم وإرادتهم فماذا يبقى منه لله والدار الآخرة ؟ هذا وكم جلبت خلطة الناس من نقمة ودفعت من نعمة وأنزلت من منحة وعطلت من منحة وأحلت من رزية وأوقعت في بلية وهل آفة الناس إلا الناس ؟وهل كان على أبي طالب عند الوفاة أضر من قرناء السوء لم يزالوا به حتى حالوا بينه وبين كلمة واحدة توجب له سعادة الأبد وهذه الخلطة التي تكون على نوع مودة في الدنيا وقضاء وطر بعضهم من بعض تنقلب إذا حقت الحقائق عداوة ويعض المخلط عليها يديه ندما كما قال تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً ، يا ويلتى ليتني لم أتخذ فلانا خليلاً ، لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً ) الفرقان [ 27-29 ] ، وقال تعالى : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) [الزخرف : 67 ] ، وقال خليله إبراهيم لقومه : ( إنما اتخذتم من دون الله أوثانا مودة بينكم في الحياة الدنيا ثم يوم القيامة يكفر بعضكم ببعض ويلعن بعضكم بعضاً ومأواكم النار ومالكم من ناصرين ) [ العنكبوت : 25] . وهذا شأن كل مشتركين في غرض يتوادون ما داموا متساعدين على حصوله فإذا انقطع ذلك الغرض أعقب ندامة وحزنا وألما وانقلبت تلك المودة بغضاً ولعنةً وذماً من بعضهم لبعض . والضابط النافع في أمر الخلطة : أن يخالط الناس في الخير كالجمعة والجماعة ، والأعياد والحج وتعلم العلم والجهاد والنصيحة ، ويعتزلهم في الشر وفضول المباحات . فإذا دعت الحاجة إلى خلطتهم في الشر ولم يمكنه اعتزالهم : فالحذر الحذر أن يوافقَهم ، وليصبر على أذاهم ، فإنهم لا بد أن يؤذوه إن لم يكن له قوة ولا ناصر . ولكن أذى يعقبُه عزٌّ ومحبة له وتعظيم ، وثناء عليه منهم ومن المؤمنين ، ومن رب العالمين ، وموافقتهم يعقبها ذُلُّ وبُغْضٌ له ، ومقتٌ وذمٌّ منهم ، ومن المؤمنين ومن رب العالمين . فالصبر على أذاهم خير وأحسن عاقبة وأحمد مآلاً . وإن دعت الحاجة إلى خلطتهم في فضول المباحات فليجتهد أن يقلب ذلك المجلس طاعة لله إن أمكنه . | |
|